بغداد – نجلاء الطائي
أعلنت وزارة السياحة والآثار العراقية، الإثنين، عزمها إعادة افتتاح المتحف الوطني، ومنزلي الزعيم عبد الكريم قاسم في بغداد، والشاعر الرائد بدر شاكر السياب في البصرة، في العام الجاري، على أن تتبع ذلك متاحف المحافظات، وأخرى لبعض الشخصيات الوطنية السياسية، وفي حين أكّدت "عراقية" الأرشيف اليهودي كإرث وطني، والحق باستعادته من الولايات المتحدة الأميركية، عدت أن الأزمة الاقتصادية تشكل فرصة مواتية لتفعيل قطاع السياحة، ليكون "ثروة نظيفة دون دخان" تعزز الموارد المالية للبلاد.
جاء ذلك أثناء مؤتمر صحافي عقده وزير السياحة والآثار عادل شرشاب، في مبنى المتحف الوطني العراقي، في منطقة العلاوي، وسط بغداد، على هامش حفل توقيع ملف "بابل المشهد الثقافي والمدينة الأثرية للإدراج على لائحة التراث العالمي".
وأضاف الوزير أنَّ "الوزارة ستفتتح المتحف الوطني العراقي في الربع الأول من العام 2015، ليكون متاحًا أمام الزوار من داخل البلاد وخارجه، بعد أن أصبح جاهزًا لذلك ولم يتبق إلا بعض اللمسات البسيطة عليه"، مشيرًا إلى أن "الوزارة ستفتتح أيضًا متاحف المحافظات، في القريب العاجل، وحالما تكون مهيئة لذلك".
وأشار شرشاب إلى أنّ "منزلي الزعيم عبد الكريم قاسم في بغداد والشاعر الرائد بدر شاكر السياب في البصرة، سيفتتحان قريبًا بعد تحويلهما لمتاحف"، مبينًا أنَّ "الآثار في المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، تعرضت للأذى نفسه الذي طال الإنسان العراقي".
وذكر الوزير أن "الوزارة تفتقر لإحصاء شامل عن حجم الدمار الذي تعرضت له المواقع الأثرية في الموصل، نتيجة استمرار سيطرة داعش عليها"، مؤكدًا أنَّ "هنالك تواصلاً يوميًا مع المنظمات الدولية المعنية في هذا الشأن".
وفي شأن الأرشيف اليهودي، أوضح شرشاب أنَّ "الوزارة ما تزال تحاور الولايات المتحدة، لإعادته إلى العراق"، مشددًا على "حق العراق باستعادة ذلك الأرشيف كإرث وطني".
وعزا وزير السياحة والآثار، الدعوة لتفعيل قطاع السياحة في العراق، إلى "تدهور الوضع الاقتصادي، بسبب تراجع أسعار النفط العالمية، وما سببه ذلك من تقشف في الموازنة"، عادًا أنَّ "ذلك يشكل فرصة جيدة لإيجاد بدائل عن النفط وتنويع واردات العراق".
ورأى شرشاب أن "السياحة يمكن أن تشكل موردًا ماديًا جيدًا، لاسيما مع ما يتمتع به العراق من مواقع أثرية ودينية وتاريخية، يمكن استثمارها لدعم الاقتصاد الوطني"، معتبرًا أنَّ "الأجواء أصبحت مناسبة لتفعيل القطاع السياحي ليكون ثروة نظيفة دون دخان".
ولفت الوزير إلى خلوّ موزانة الوزارة للعام 2015 من التخصيصات الاستثمارية، مبرزًا أنه "لذلك تعتمد على تفعيل مواردها الخاصة ونشاطاتها، لجني الأموال المطلوبة لإدامة عملها".
يذكر أنَّ مصادر أميركية أكدت، في الـ14 من آب/أغسطس 2013، أنّ إعادة محتويات الأرشيف اليهودي إلى العراق ستتم بعد "الانتهاء من أعمال صيانته"، وبيّنت أنّ "أعمال الصيانة لـ 2700 كتاب ومخطوط وصلت إلى نسبة إنجاز قدرها 60%"، وفي حين ذكرت أنّ غالبية الكتب القديمة "تعرضت للتعفن بسبب الحرارة والرطوبة"، كشفت عن وجود مخطط لفتح معرض للوثائق في تشرين الأول/أكتوبر 2013.