تونس - أزهار الجربوعي
يمثُل الطالب التونسي بهاء الدين حدوق، الإثنين القادم، أمام مجلس التأديب في سابقة هي الأولى من نوعها في تونس، بعد أن قررت إدارة المعهد الثانوي "الرياض جربة" الذي يدرس فيه طرده لمدة 3 أيام بسبب تعليقٍ دوّنه على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، مستلهَمٍ عن المسرحية الكوميدية
الشهيرة مدرسة المشاغبين، بعد أن رأت فيه الإدارة مسّا من هيبتها وتعديّا على كرامة المدرسين.
ودوّن الطالب في تاريخ 30 أيلول سبتمبر على موقع التواصل الاجتماعي الآتي" اللهم أعط المدرس ضربة قوية والمدير سكتة قلبية، اللهم عذب السكرتير واربط لسانه بالحبل والسير، اللهم أنزل على الدرس قنبلة ذرية والطلاب عطلة صيفية، اللهم أعط الطالب الشجاعة ليحرق المدرسة بالغاز الولاعة".
وتسبّبت هذه الاسطر القليلة في طرد الطالب بهاء الدين حدوق من معهد "الرياض جربة" لمدة ثلاثة أيام، وإحالته على مجلس التأديب، الإثنين المقبل، ليتخذ قرارات أشد عقوبة بشأنه.
وأعرب الطالب عن "صدمته" من قرار إدارة المعهد الذي يدرس فيه، واصفًا السبب الذي عوقب لأجله بـ"التافه".
واكد الشاب بهاء الدين حدوق الذي يزاول تعليمه في قسم السنة (الثالثة ثانوي) في معهد حي الرياض جزيرة جربة الساحلية (500 كم جنوب تونس)، أن تعليقه كان فكاهيًا ولم يحمل أبعادًا غير المرح فقط، مشيرًا إلى أنه استلهمه من المسرحية الكوميدية الشهيرة "مدرسة المشاغبين" لعادل إمام.
وأكد بهاء أنه تعرّض لتهديدات وتحذيرات سابقة بالطرد النهائي من المعهد في صورة مواصلة كتابة مثل هذه التدوينات على "فيسبوك"، مشيرًا إلى أن مجلس التأديب وجّه له تهمة التحريض على العنف، والقدح في الأساتذة.
واعتبر حقوقيون أن هذه الحادثة تشكل سابقة تاريخية هي الأولى من نوعها في تونس، حيث من المفترض أن تساهم "ثورة 14 يناير" في رفع سقف الحريات، داعين إلى إعادة التفكير في تطوير المفاهيم الجديدة للحرية ومواكبتها مع العصر والتكنولوجيات الحديثة، فضلاً عن وضع كراسة شروط تتعلق بضوابط استخدام المجال الافتراضي من دون الوقوع في فخ العقوبات الزجرية والتضييقات وكبت الحريات، التي يعتبرها التونسيون المكسب الوحيد الذي غنموه من ثورتهم إلى حد الآن.