المطالبة برعاية والاهتمام بالاطفال السوريين

أكدت نائبة المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"  يوكا براندت  أن "مستقبل سوريا يعتمد على أطفالها، محذرة من تهديد حقيقي للبلاد وللمنطقة إذا لم تتمَّ رعاية الأطفال السوريين ويضمن تعليمهم".ولفتت في حديث صحافي نشر الاثنين الى ان "الأرقام تتصاعد يومياً، وبات نحو أربعة ملايين طفل متأثرين بالاوضاع الصعبة القائمة ، وأتوقع أن العدد زاد عن ذلك لأن قبل أكثر من شهر كان هناك مليون طفل لاجئ وثلاثة ملايين داخل سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، ولكن في الواقع الجميع يتأثر في نزاع استمر أكثر من سنتين ونصف السنة ويزداد حدة، فكل سوري متأثر بطريقة أو بأخرى. ولكن بالطبع هذه الأعداد تدهش المرء، فقد وصلنا إلى هذا العدد، مليون طفل لاجئ، بعد أن كان قبل عام واحد فقط 70 ألفا، أي تضاعف العدد أكثر من 10 مرات. وعلينا أن نتذكر أن مليون طفل يعادل عدد أطفال دولة كاملة مثل النرويج. تصوروا إذا حدث ذلك؟ إنه أمر مثير". وأشارت براندت الى انه علينا "أن نخلق أماكن آمنة للأطفال، فالمركز الذي زرته للنازحين في سوريا كان مبنى سابقا لمدرسة تسكنه عائلات نازحة، فجعلنا جزءا من المبنى خاصا بالأطفال. ومع استمرار القتال يصعب الأمر علينا، ولكننا نعمل جاهدين لإعطاء الأطفال فرصة لبعض المرح وسط هذا الدمار".
ولفتت الى ان هناك "أربعة ملايين تأثروا بشكل مهول بالأزمة لفترة طويلة، نحن نرى جيلا كاملا معرضا للخطر، إنه أمر خطير. لا أرغب في استخدام تعبير جيل ضائع، ولكن مستقبل هؤلاء الأطفال في خطر، مما يعني أن مستقبل بلادهم ومستقبل المنطقة في خطر. وهذا أمر يعني أنه على الجميع أن يقلق، فبينما الأطفال أنفسهم يستحقون الاهتمام ولكن أيضا مستقبل البلد كله معلق عليهم فلا يمكن إهمالهم. كلما طالت الأزمة يتراجع تعليم عمال المستقبل وقادة المستقبل، فماذا سيعني ذلك لمستقبل المنطقة؟
وعن عمالة الاطفال السوريين اعلنت براندت "بالطبع يجب أن لا يعمل الأطفال، ولكن ما نراه متعلق بقدرة كل عائلة على تحمل هول ما يحدث في سوريا، كلما طالت الأزمة تتراجع قدرة العائلات على تحمل الأعباء. وفي بعض الأحيان، الدخل من عمل الأطفال هو المورد الوحيد للعائلات، ولكن بالطبع علينا أن نفعل شيئا حول هذه القضية لأن من الضروري أن لا يعمل الأطفال. المطلوب خلق فرص أخرى للعائلات، خصوصا النازحة. ولكن في الوقت نفسه علينا أن ندرك ضرورة الاستثمار بمستقبل الأطفال وضمان حصولهم على التعليم بالإضافة إلى معالجة الصدمات التي يتعرضون لها. ومن الضروري عدم نسيان الدول المضيفة للاجئين، على سبيل المثال يمكن مساعدة الأطفال اللاجئين في لبنان وضمان حصولهم على التعليم مع دعم المدارس العامة اللبنانية وليستفيد أطفال الدول المضيفة".
وأكدت أن "هناك وعياً في المجتمع الدولي بأننا بحاجة إلى التفكير على المدى البعيد، هذه أزمة لا يمكن معالجتها فقط من خلال الرد على الاحتياجات الإنسانية للاجئين، بل للدول المضيفة، خصوصا مع كرمها وتحملها الأعباء. على سبيل المثال، من المتوقع أن يكون هناك عدد أكبر من الأطفال السوريين في مدارس لبنانية عامة من الأطفال اللبنانيين، ولذا علينا التركيز على التعليم وضمان دعم التعليم".