القدس المحتلة - ناصر الأسعد
يقضي رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت عقوبة بالسجن لمدة 19 شهرًا، بتهمة الرشوة وعرقلة سير العدالة، ونقل التليفزيون الإسرائيلي مباشرة دخول أولمرت (70 عامًا) إلى سجن "ماسياهو" في وسط مدينة الرملة قبل الساعة العاشرة صباحًا، وتم اصطحاب أولمرت إلى السجن من قبل ضباط جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت" وسط حشد من الصحافيين الذين شوهدوا عن قرب.
وينهى دخول أولمرت إلى السجن الملحمة القانونية الطويلة التي بدأت منذ تركه منصبه عام 2009، وتعود التهم الموجه إليه قبل أن يصبح رئيسا للوزراء عندما كان رئيسا لبلدية القدس ووزيرا للاقتصاد فضلا عن وظائف أخرى، وفى رسالة فيديو تم بثها صباح الأثنين قبل بدء تنفيذ العقوبة أصر أولمرت على أنه برئ، وأضاف "لكم أن تتخيلوا كم هو مؤلم هذا التغيير بالنسبة لي ولعائلتي ولأنصاري، أنا أنفي جميع التهم المنسوبة إلى بالرشوة، وعلى مدار مسيرتي العملية ارتكبت أخطاء ولكنها لم تكن جنائية، وأنا أدفع ثمنها غاليا حاليا وسوف أتقبل الحكم الصادر دي بقلب ثقيل فلا أحد فوق القانون".
وحصل أولمرت على حكم بالسجن لمدة ستة أعوام في البداية في مايو/أيار 2014 لتقاضيه رشوة في فترة الألفينات فيما يتعلق ببناء مجمع سكني ضخم باسم وليلاند في القدس وتم تخفيف الحكم فيما بعد إلى 18 شهرا، وفى الأسبوع الماضي أصدرت محكمة إسرائيلية حكما بشهر إضافي لعرقلة سير العدالة، ولا زال من الممكن مواصلة تمديد عقوبة أولمرت في السجن حيث تناقش المحكمة العليا حكما ثالثا ضده بثمانية أشهر بتهمة الاحتيال والفساد.
وتقول مصلحة السجون الإسرائيلية أنه تم وضع أولمرت في مبنى 10 في السجن والمخصص للسجناء الذين لا يمكن وضعهم مع السجناء في السجن العام لأسباب مختلفة، وينضم أولمرت إلى أربعة سجناء أخرين في نفس المبنى الذي يستوعب 18 سجينا بحد أقصى، ويضطر أولمرت إلى مشاركة أحدهم في الزنزانة، ويسمح للسجناء بجلب أربعة أزواج من الملابس الداخلية وأربعة أزواج من الجوارب واثنين من المناشف واثنين من القمصان، مع إمكانية جلب بطانية واحدة ووسادة واثنين من أغطية الأسرة وكتب دينية ومقالات.
وولد أولمرت بالقرب من مدينة حيفا الساحلية وانتخب في البرلمان في عام 1973 عن حزب "الليكود اليميني" وشغل منصب رئيس بلدية القدس من عام 1993 وحتى 2003 وانضم لاحقا إلى مجلس الوزراء، وانشق عن حزب الليكود مع رئيس الوزراء حينها أريل شارون عام 2005 لتشكيل حزب "كاديما اليميني" الوسطى، وأصبح أولمرت رئيسا للوزراء في العام التالي بعد أن أصيب شارون بجلطة شديدة ودخل في غيبوبة.
واستقال أولمرت كرئيس للوزراء في أيلول/سبتمبر عام 2008 بعد أن وجهت الشرطة له تهمة الكسب غير المشروع لكنه بقي في منصبه حتى مارس/ أذار 2009 حتى أدى بنيامين نتنياهو اليمين لتولي المنصب، وحظي أولمرت بإشادة دولية لإطلاق جهود السلام مع الفلسطينيين في مؤتمر أنابوليس فى الولايات المتحدة عام 2007 إلا أن تهم الفساد الموجهة إلي نالت من إرثه.
وأفاد الممول الأميركى موريس تالانسكى الشاهد الرئيسي في أحد القضايا بأن أولمرت قد له مظاريف نقدية موضحا أنه يمكنه إنفاقها على السفر والسيجار الفاخر، وقبل توليه منصب رئيس الوزراء عام 2006 اعترف أولمرت بأنه الشخص الرئيسي وراء العديد من خطوات شارون الأكثر جرأة بما في ذلك انسحاب "إسرائيل" من غزة عام 2005 وقراره بترك حزب الليكود وتشكيل حزب كاديما، وكان أولمرت يعد من بين الساسة الواعدين في التاريخ "الإسرائيلي".