شنت السلطات المحلية في مدينة عدن(جنوب اليمن) الأربعاء، حملة اعتقالات في أوساط المعارضة الجنوبية المطالبة بانفصال الجنوب، عشية الذكرى السنوية الأولى لانتخاب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على رأس السلطة الانتقالية في اليمن، وسط مخاوف من نشوب مواجهات تخرج عن السيطرة، الخميس، بين أنصار حشدين جنوبيين، أحدهما مؤيد للوحدة والآخر متمسك بالانفصال، في حين شدد هادي في سياق آخر، على ضرورة تسريع عملية إعادة هيكلة الجيش والأمن في بلاده، مؤكداً أن شعبه ينشد التغيير ولا تراجع عنه. في هذا السياق، أكد ناشطون سياسيون في مدينة عدن كبرى مدن الجنوب اليمني لـ"العرب اليوم"، قيام قوات الشرطة في المدينة، الأربعاء، بشن حملة اعتقالات أوساط الناشطين الجنوبيين من قوى الحراك المطالبة باستعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة في جنوب اليمن قبل العام 1990، مشيرةً إلى أن من بين المعتقلين القيادي الجنوبي قاسم عسكر. إلى ذلك، ورداً على تصرفات الشرطة في عدن، أعلن الأعضاء الجنوبيون في اللجنة الفنية للتحضير للحوار اليمني المرتقب، والموجودون في العاصمة صنعاء، انسحابهم من اجتماع اللجنة، الأربعاء، وقال أحد المنسحبين لـ"العرب اليوم"، طالباً عدم ذكر اسمه، "إن ما تقوم به السلطات في عدن من أفعال قمعية ستزيد من توتر الشارع الجنوبي كما ستفاقم من المشاعر الرافضة  للدخول في الحوار الوطني الشامل". وأكد العضو الجنوبي في  اللجنة  نفسها علي حسن زكي في تصريحات صحافية، الأربعاء، أن جميع الجنوبيين من أعضاء اللجنة أعلنوا انسحابهم خلال اجتماع عقدته لجنة الحوار الوطني الأربعاء، احتجاجا على ما وصفه زكي بـ" الحملة الأمنية التي تقوم بها السلطات في مدينة عدن،  إضافة إلى الاحتجاج على ما تعرضت له قيادات الحركة الوطنية الجنوبية من حملة مطاردة واعتقالات". هذا، وتشهد مدينة عدن إجراءات أمنية مشددة عشية الذكرى السنوية الأولى لانتخاب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، على رأس السلطة الانتقالية في بلاده، خلفاً للرئيس السابق الذي أجبر على التنحي عن السلطة بموجب خطة قدمتها دول الخليج، تجنباً لانهيار الدولة في اليمن، بعد أن سادت البلاد انتفاضة شعبية عارمة مطلع 2011 ضد حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقالت مصادر محلية في مدينة عدن، "إن المئات من أنصار فصائل متشددة في الحراك الجنوبي بدأوا بالتوافد على مدينة عدن لإقامة مهرجان رافض للحوار الوطني المرتقب في آذار/مارس المقبل، وللتأكيد على تمسكهم بالانفصال عن شمال اليمن، بالتزامن مع مهرجان جنوبي آخر ترعاه السلطات المحلية والأحزاب الرسمية يؤيد الرئيس هادي ويحث على التمسك بالوحدة اليمنية، ومعالجة مشاكل الجنوبيين من خلال الحوار الوطني وفي ظل الدولة اليمنية الواحدة. وأعربت مصادر أمنية وحقوقية عن مخاوفها من أن يكون، الخميس، يوماً دامياً، في مدينة عدن، في ظل وجود الحشود الجنوبية المؤيدة للوحدة والحوار الوطني، والأخرى الرافضة، حيث تخشى المصادر من تفاقم الأمر وخروجه عن السيطرة في حال نشوب مواجهات بين أنصار الفريقين، الذين يصرون على الاحتشاد في المدينة نفسها، التي كانت قد شهدت في الفترة الماضية أحداث عنف مماثلة بين المعارضين والمؤيدين، سقط فيها قتلى وجرحى. على صعيد منفصل، شدد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على ضرورة الإسراع بإنجاز هيكلة الجيش والأمن في بلاده، مؤكداً خلال لقائه، الأربعاء، بفريق الخبراء الأجانب المشاركين في عملية الهيكلة، من الأوروبيين والأمريكيين والأردنيين،"أن الوقت أصبح يضيق ببرنامج العمل وعلى الجميع بذل الجهود الكبرى كون المبادرة الخليجية مزمنة ومبرمجة على أسس واضحة ومحددة المواعيد. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن هادي  أنه طلب في الاجتماع مع الخبراء المسئولين عن إعادة الهيكلة وضع خطة مزمنة لبرنامج التحديث والتطوير، مشيرة إلى أنه أكد أن النجاحات الكبيرة التي تم قطعها على هذا الصعيد قد مثلت قفزة نوعية نحو إخراج اليمن من ظروفه الصعبة إلى بر الأمان". وأضاف هادي بالقول: "نشعر بأننا ملتزمون أمام الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه، وأمام التاريخ وكذلك التزامنا للمحيط الإقليمي والمجتمع الدولي الذي قدم كل الدعم والمساعدة من أجل اليمن وإخراجه من الظروف الصعبة والأزمة الطاحنة، وتجنيبه الحرب الأهلية والانقسامات والتشظي، بالعمل على إنجاز وتحقيق التسوية وبذل الجهود الصادقة والمخلصة من أجل الوصول إلى 21شباط/ فبراير عام 2014 موعد استحقاقات الانتخابات الرئاسية". وأشار الرئيس اليمني إلى أنه سيتم العمل على برمجة تنفيذ الهيكلة الجديدة للقوات المسلحة والمصادقة على إعادة هيكلة وزارة الداخلية وبصورة حديثة ودقيقة وبما يلبي تطلعات ورغبات وأماني أبناء الشعب اليمني كله، على حد تعبيره، وقال "إن الشعب(اليمني) كله من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه يتطلع للتغيير والتحديث واختصار الوقت والمسافات ولا تراجع عن ذلك أبداً"، مؤكداً أنه "سيتم اتخاذ إجراءات في طريق المضي بتنفيذ كل برامج المرحلة الانتقالية بكل صورها ومواعيدها وسيكون الجميع مسئولاً مسؤولية كاملة وطنية وتاريخية عن التنفيذ وبصورة سريعة".