نفت الرئاسة المصرية أي تغير في مواقفها الديبلوماسية تجاه الأزمة السورية، بعدما أثارت تصريحات وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي شكوكاً في تحول مواقف القاهرة من الأزمة في سورية. وكان صالحي قال إن الطرح المصري لتشكيل الرباعية قد يكون الحل الأقرب لإنهاء الأزمة السورية المتواصلة ، معتبراً الطرح مشابهاً لرؤية دمشق لإنهاء الأزمة. فلا تزال المواقف الغامضة للرئيس المصري محمد مرسي من الأزمة السورية تطرح تساؤلات كثيرة، وصلت إلى حد التشكيك في تغير الموقف المصري. فالرئيس الذي وصل للسلطة بعد ثورة يناير/كانون الثاني تعهد خلال حملته الانتخابية بدعم الثورة السورية والوقوف إلى جانب الشعب السوري، و ذهب أحياناً أخرى لأبعد من هذا عندما قال إنه لن يلتقي أياً من الداعمين لنظام بشار الأسد. وبعد تسعة أشهر من الحكم، لا يبدو أن مواقف مرسي لاتزال كذلك. ففي القاهرة، وبعد قطيعة سنوات، حطت طائرة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. فكانت هناك حفاوة استقبال رسمية، لكنها غير شعبية، وانتهت بتأكيد على إنهاء الأزمة في سوريا بالطرق السياسية السلمية. فذلك حل كثيراً ما دافعت عنه طهران، وكان متطابقاً مع مواقف القاهرة. بحسب تصريحات الرئيس المصري. وبعد أيام من زيارة الرئيس الإيراني، يحط الرئيس مرسي بالعاصمة الصينية بكين، حيث كانت الأزمة السورية من أهم الملفات المطروحة حينها. الرئيسان المصري والصيني هوجين تاو عبرا عن التقارب في المواقف بين البلدين حول الأزمة. أما في مصر، فبدأ ينظر لموقف الرئيس المصري قبل الانتخابات بأنه مجرد دعاية انتخابية. أما روسيا التي تسبغ الدعم دولياً على نظام الأسد، فزارها الرئيس المصري حيث التقى نظيره الروسي في منتجع سوتشي، حيث انتهت القمة بالإعلان عن مواقف متطابقة، مثلما قال مرسي وهو يغادر روسيا. الشك في تغير الموقف المصري دعمه عودة القائم بالأعمال المصري إلى ممارسة عمله في دمشق، وإن أكد وزير الخارجية المصري أن القاهرة لم تسحب القنصل من دمشق، وأنه كان يقضي إجازة اعتيادية في مصر. المخاوف من تغير موقف مصر تأتي وسط أنباء عن مواقف إيرانية ضاغطة على مصر جاء آخرها على لسان علي أكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني الذي دعا مصر إلى التسريع في تشكيل الرباعية الدولية واعتبر أن الطرح المصري قد يكون الأقرب إلى الحل، وأن الخطة المتوافق حولها لا تختلف كثيراً عن رؤية النظام السوري لإنهاء الأزمة.