تونس – العرب اليوم
قال النائب والقيادي في "الجبهة الشعبية" الجيلاني الهمّامي إن الجبهة ستتحالف مع بعض الأحزاب الوسطية ك"الجمهوري" و"التيار الديمقراطي" وحركة "الشعب" وبعض المنظمات المدنية لخوض الانتخابات البلدية.
من جهة أخرى، قال الهمامي في تصريحات صحفية، ان هناك "غزل بدأ ينكشف بوضوح (بعد أن كان وراء الستارة) بين حركة النهضة والتجمعيين، وهو في الحقيقة يأتي في إطار الصراع والتسابق بين النهضة والنداء على استيعاب رموز المنظومة القديمة، فمقابل مشروع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي "المصالحة الاقتصادية" تقدم رئيس الحركة راشد الغنوشي بمشروع آخر حول المصالحة والعفو العام، وهو محاولة لسحب البساط من تحت أقدام نداء تونس والباجي قائد السبسي نفسه، والنهضة ترى اليوم بأنها الأَولى بكسب المنظومة القديمة، لذلك تغازلها وتعمل جاهدة كي تستوعبها قبل مؤتمرها القادم".
واستبعد، "إمكان التحالف مع حركة "مشروع تونس" التي أسسها الأمين العام السابق ل"نداء تونس" محسن مرزوق أخيراً، وحراك "تونس الإرادة" الذي أسسه الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، مشيراً إلى وجود "تباينات كبرى وخلافات عميقة في التوجهات والاختيارات العامة مع الحزبين السابقين"
وفي ما يتعلق باحتمال انضمام عدد من القياديين اليساريين في حزب "نداء تونس" الذي يعاني الانقسام إلى "الجبهة الشعبية"، قال الهمامي: "أستبعد ذلك، لأن القوى اليسارية التي تنشط داخل نداء تونس انضم أكثرها إلى مشروع محسن مرزوق الجديد، كما أن هذه القوى كانت يسارية في بدايات تجاربها داخل بعض الأحزاب والمنظمات والنقابات، ولكنها حالياً من حيث اختياراتها وتوجهاتها ليست يسارية، بل بالعكس هي قوى يمينية في اختيارتها السياسية والاجتماعية ومتماهية مع الخط العام لنداء تونس، قد تكون لها نظرة مدنية علمانية واضحة أكثر من غيرها من مكونات النداء ولكنها ليست يسارية".
وأوضح الهمامي أهمية هذه الخطوة بقوله: "في السابق كانت قيادة الجبهة مكونة من أمناء الأحزاب فقط، ولكن بعد تجربة ثلاث سنوات رأينا أن ننتقل إلى مرحلة تكون فيها القيادة منتخبة ولو بصفة جزئية، حتى ندخل نوعاً من النفس الديمقراطي داخل الجبهة الشعبية وحتى لا تكون الهياكل (المؤسسات) معينة حزبياً بشكل كامل، كما أن عملية الانتخاب تشجع المستقلين على أن يكون لهم دور داخل الجبهة الشعبية ولذلك تم انتخاب ثلث القيادة من المستقلين وأيضاً حتى يقع نوع من الإحساس بأن القواعد هي التي تختار قياداتها (عبر انتخاب جزء من ممثلي الأحزاب) وخاصة أن ثلثي قيادة الجبهة حاليا منتخبة وستكون لديهم التزامات أمام نواب الجبهة الذين يمثلونهم، وهم مسؤولون أيضاً أمام قواعد الجبهة وهياكلها".
ويشير، في السياق، إلى أن الجبهة لا تسعى لاستقطاب أحزاب جديدة، لكنها تعول في المقابل على الشباب والنخبة والمجتمع المدني التونسي والشخصيات «الذين يقاسمون الجبهة أرضيتها ومبادئها، وهم بصورة عامة إما مستقلون أم في منظمات المجتمع امدني، وهذه القوة لها وزن كبير في تونس والجبهة تعمل على كسبها أكثر من الأحزاب»